طورت نيسان أول محرك في العالم يعمل بتقنية الضغط المتغير، وهي تقنية كان يُنظر إليها كمنقذ محتمل لمحركات الاحتراق الداخلي، لكنها لم تحقق النجاح المتوقع. ورغم أن الفكرة بحد ذاتها مثيرة للإعجاب، فإن المحرك لم يحقق كفاءة الوقود أو الأداء المتوقع مقارنة بالمحركات التقليدية أو الهجينة.
آلية عمل المحرك
يعتمد محرك VC-Turbo على آلية ميكانيكية معقدة تغير نسبة الضغط داخل الأسطوانة وفقًا لظروف القيادة، حيث يمكنه التحول بين نسبة ضغط منخفضة تبلغ 8.0:1 لتعزيز الأداء، وأخرى مرتفعة تصل إلى 14.0:1 لتعزيز الكفاءة. وتتم هذه العملية من خلال نظام من الأذرع والمفاصل المتحركة التي تعدل موضع المكبس داخل الأسطوانة.
ورغم أن التقنية تتيح تحسين كفاءة استهلاك الوقود وتعزيز الأداء، إلا أن تحقيق ذلك على أرض الواقع لم يكن بمستوى التوقعات. فعند مقارنة أداء وكفاءة المحرك في سيارات مثل إنفينيتي QX50 ونيسان روج، تبين أن المكاسب في استهلاك الوقود لم تكن كبيرة، في حين أن بعض المنافسين، مثل تويوتا راف 4 الهجينة، قدموا نتائج أفضل باستخدام تقنيات أقل تعقيدًا.
مشاكل وثغرات
إضافة إلى خيبة الأمل في الأداء، واجه محرك VC-Turbo مشكلات ميكانيكية خطيرة. ففي كانون الأول 2023، فتحت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة تحقيقًا في أعطال بالمحرك في عدة طرازات، منها إنفينيتي QX50 ونيسان ألتيما وروج. وكشفت التحقيقات أن العطل ناتج عن فشل في "رولمان بلي" الموجود في المفاصل الميكانيكية، ما يؤدي إلى فقدان القوة المحركة. ورغم أن معدلات الفشل لم تكن مرتفعة، إلا أن الأعطال أثرت على موثوقية المحرك.
مستقبل غامض
مع توجه صناعة السيارات نحو الكهربة والتقنيات الهجينة، يبدو أن مستقبل محرك الضغط المتغير في نيسان غير مضمون. فقد صرح الرئيس التنفيذي ماكوتو أوتشيدا بأن غياب السيارات الهجينة عن أسطول الشركة أدى إلى تراجعها أمام المنافسين. وفي ظل الصعوبات المالية التي تواجهها نيسان، قد يكون التخلي عن هذه التقنية أمرًا حتميًا لصالح الاستثمار في السيارات الهجينة والكهربائية.
ورغم أن محرك VC-Turbo يمثل إنجازًا هندسيًا كبيرًا، فإن فوائده لم تتجاوز تعقيداته وتكاليفه، مما يجعله مثالًا آخر على أن الإبداع وحده لا يكفي لضمان النجاح في عالم السيارات.